الصبر الجميل

تقدم اليها طلبا للزواج الكثيرون ولكن لم ياتى بعد الشاب المناسب ذوالخلق والدين الذى وصى به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ,وهى عزمت مذ الوهلة الاولى فى بداية حياتها كشابة ان يكون نصفها الاخر مثل ما وصى رسول الاسلام صلى الله علية وسلم وتقدم اليها شاب به المواصفات التى تريدها وقالت فى قرارة نفسها لقد حان الوقت لتاثيث بيت اسلامى مؤمن يكون مثل وقدوة لكل البيوت الاسلامية وتمنت ان تنجب جيشا جرارا يستشهد فى سبيل الله لتحرير القدس والدفاع عن كلمة الحق , لكن شاء القدر غير ذلك , وذات يوم وبينما هى تفكر فى حياتها الجديدة اذ بجرس الهاتف يرن وعندما رفعت السماعة وجدتها والدة زوجها تقول لها بصوت منخفض حزين يحمل بين طياته الخوف والخجل والقلق وقالت لها اريدك ان تاتى لى حالا , واجابت ( ايمان) هذا كان اسمها بكل ادب وذوق حاضر ياماما وذهبت اليها بسرعة البرق وتملكها القلق فخشيت ان يكون قد اصابها مكروه ووصلت الى منزل حماتها واخذت تحتضنها بكل حب وتقول لها خير يا ماما هل اصابكى مكروه , فاجابت بخجل شديد لا انا بخير وبكنى اريدك فى امر هام.
فى البداية اود ان اوضح لكى اننى اريد مصلحة ابنى اولا واخيرا وانى عندما علمت بعمرك تازمت كثيرا , وسوف اكون غصبان عليه اذا تم زواجك منه وابتلعت كلام ام عريسها دون ان تتفوه الا بكلمة واحدة كانت تمتم بها فى نفسها وهى الحمد لله, وتم الانفصال فى هدوء شديد, وعادت لحياتها الاولى ولكن دون التفكير فى الزواج وكان هذا الموضوع يسبب لها غصة عندما تتذكره ولكنها تتمتم بكلمات تهدا من روعها وعزمت على زيارة بيت الله الحرام وهناك تكون الايمانيات اقوى والدعاء والتبتل الى الله اكثر لما لهذا المكان من قدسية ومكانة فى قلوب الجميع واثناء رحلة العودة كان يجلس بجانبها شاب وسيم يبدوعليه الخلق الرفيع والتقوى ولكن لم يتم الحديث بينهما , وهبطت الطائرة لتعلن عن وصول الركاب بالسلامة وبمصادفة تقابل صديقتها ( دعاء) فى المطار لقد كانت مع زوجها (محمد ) فى انتظار احدى اصدقائه(عمرو) الذى كان يستقل نفس الطائرة وكان نفس الشاب الذى كان بجوارها .
وبعد مرور اسبوع اذ بالهاتف يرن ويبدوان الهاتف يحمل فى جعبته مفاجات سارة ولكن كان فى منزل دعاء انه عمرو ياترى ماذا يريد انه يطلب ايمان للزواج, وطلب من محمد ان يراها للاتفاق وتحدثت دعاء اليها لتخبرها بالخبر فاجابت بحزن عميق لقد عرف عمرى , واضافت الاجابة الى حزنها المزيد لانه لم يعرف بعد , وجاء محمد الى منزلها بعد الحاح منه واصرار من دعاء شعرت بتوافق عجيب فخشيت ان تخبره بعمرها ومرت المقابلة الاولى دون ادنى مشاكل ولكن عزمت فى القرار الثانى ان تخبره الحقيقة فهى لن ولم تبنى حياتها على نفاق وكذب وفى بداية القاء الثانى قالت له فى خجل اريد ان اسالك سؤال ؟ هل تعرف سنى ؟ فاجاب نعم اعرفه ولماذا هذا السؤال فانتى فى السابعة والثلاثين وانا اربعين اذا اين توجد المشكلة ؟ فلم تجب ومرت الايام سريعة وتم الزفاف وحملت ايمان فى طفلها الاول وشاء الله ان يكتب لها وزوجها حج بيت الله الحرام وترددت فى الذهاب خوفا على المولود وكذلك الزوج ولكنها عادت وقالت بكل يقين ان المولود من عند الله وانا ذاهبة الى الله , وبالفعل قامت باداء فريضة الحج وعادت بسلامة الى ارض الوطن , وجاء صراخها ليعلن عن ميلاد طفلها الاول ولكن القدر كان له راى اخر , فعندما استيقظت من النوم اول شىء فعلته حمدت الله ثم سالت عن المولود , ونظرت على الى جانبها فوجدت زوجها يستغفر الله ويشكره ولم يجبها بشىء , فتوجهت بسؤالها الى الطبيب عسى ان تجد عنده اجابة تثلج صدرها فوجه لها الطبيب سؤا ل ماذا ستسمى المولود الحسن ام الحسين ام فاطمة فاجابت كنت اتمنى ان اسمى الثلاثة اسماء , فقال الدكتور مبروك لقد انجبتى الثلاثة , وبدات رحلة جديدة جميلة هى رحلة تربية الابناء مع زوجها التقى عمرو الذى طالما انتظرته طويلا فعوضها الله هذه رسالة اتوجه بها الى كل فتاة تخطت الثلاثين ولم يطرق بابها بعد الرجل المناسب , فاصيبت بشىء من اليأس او القلق او الشعور بالنقص او ما لى ذلك من مشاعر سلبية تؤثر على حياتك وانجازك بل والادهى انها ق تؤثر على علاقتك بالله
فالزواج رزق وهو قادم قادم لامحالة ولكن فى وقته , فاصبرى واحتسبى ولا تنسى الدعاء ولا تسمع الى كلمات المجتمع النابية التى تؤرقك وتجعل الضيق والحزن يتملكك, فرب ضارة نافعة واختم بالايات الكريمة قال تعالى
وفى السماء رزفكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون
صدق الله العظيم